تدوينة الحرّية منّي لسفيان شّورابي ونذير القطاري المختطفين في ليبيا




كنت قد كتبت سابقا في الموضوع وكانت بعض كلماتي حادّة ومنها الموجّهة خاصة لهياكل الدّولة وبعض نشطاء المجتمع المدني لا لشي إلا لأني أحسست بتهاون وتراخي أو ممكن سبات تجاه وضعية إختفاء الصحفيين سفيان شورابي ونذير القطاري داخل الأراضي اللّيبية
...
اختفاء سفيان الشورابي ونذير القطاري في ليبيا
 الصّحفيين توجها إلى ليبيا منذ يوم 2 سبتمبر 2014  في إطار رحلة عمل "صحفي" لفائدة  قناة تونسية خاصّة ، وأثناء أدائهما للمهمة الصّحفية تم احتجازهما من قبل السّلطات الليبة "حرس المنشآت البترولية" يوم 7 سبتمبر 2014 بداعي عدم حصولهما على إذن للقيام بمهمتهم الصّحفية "التصوير بدون ترخيص" في أراضيها "هذا حسب ما توفر للجميع من معلومات خاصّة وأنّها شحيحة" ثم تم إطلاق سراحها حيث قاما بالإتصال بعائلاتهم لاكن سرعان ما انقطعت كل سبل الإتّصال بهم في اليوم الموالي ومنذ تاريخ 8 سبتمبر لم ترد ولو معلومة مؤكدة عن وضع الصخقيين في ليبيا غير بعض التطمينات من قبل بعض المسؤولين في الحكومتين الليبية والتونسية لكن بدون أي برهان

تدوينتي لكما : تدوينة الحرّية
بنفسة الدّرجة ادافع عن نذير كما أدافع وأطالب بالحرّية لسفيان ,نذير لم يحصل لي شرف معرفتك شخصيا لكن حصل ذلك إفتراضيا ثم أني رأيتك مع سفيان
كلماتي لك ولعائلتك ستكون موجز مقارنة بما سأكتبه لسفيان وهذا امر عادي بحكم أنّي مع سفيان عشت فترة صداقة وفي فترة ليست بالقصيرة كان زميلي...
نذير لا أعرفك لكنّي على يقين بأنّك الصحفي الشّجاع العاشق لمهنته وأبرز دليل على ذلك هو وجودك في رحلة عمل مع سفيان كنت قد شاهدت دموع افراد عائلتك وكانها عائلتي ... للأسف لم ترتكب لا جرم ولا خطا ولا حتى كفر بإعتبار انها "فترة الإنتقام من من يحسبونهم كفار" لكنّك مسجون أو محتجز أو ربّما مختطف أو رما ...لا اعرف لكن كل ما اعرفه هو أنّك مواطن ولم تتمتع بحقّك في المواطنة وتونسي والجنسية لم توفّر لك أقل ما يجب ان توفّره لك وإنسان لكنّك حرمت من حقّك في الإنسانية والحياة ... لا أعرفك لكنّي أرى نفسي مكانك وأشعر ربّما بجزء ممّا تشعر به وأقدّر جدّا حزن أفراد عائلة وأصدقائك ,لا يمكنني أن أقول اكثر لكنّنا هنا وسنطالب بتحريركم حتّى آخر رمق من حياتنا وسنحاول قدر الإمكان أن نكون سندا لعائلتك طيلة فترة غيابك وبطبيعة الحال فإنّك  ستعود لتعيد لهم البسمة والشّمل العائلي كما أنّك ستعود لعائلتك الثّانية "عائلة الصّحافة التونسية" . الحرّية ثم الحرّية لنذير القطاري

 سفيان شورابي لا أعرف من اين ابدأ الحديث عنك ,لستُ من محبي فترات اليأس وما تبعها لكن مررت بها لعدّة مرات مؤخرا يمكن ان تصل للإحباط في حلات ما خاصة عندما ارى من عمل جاهدا من اجل الكلمة الحرّة مخطوف ومسلوب من الحرّية . الشّورابي الذي كان أوّل من زار سيدي بوزيد أيام الثّور وفي أوّل أّيام الإحتجاج هناك , تحدّى النّطام وراح يبحث عن الحقيقة أو بالأحرى توجّه لينقل صوت الضّعفاء ... رغم حدّة كلامي في كل مرة في ما يخص هذا الموضوع إلاّ اني في كلّ مرّة أمرّ بجانب الحقيقة التي أعيشها مرّتين كل أسبوع على الأقل حتى لا أبالغ ,فبغضّ النّظر عن التفكير والسّيناريوهات التي ترافقني صباحا مساءا عن حال سفيان ونذير وعن وضعهما الحالي فإنّ اللّيل يكون عليّ أصعب وأطول فالكوابيس التي تراودني لا يمكن أن تمر كأيّ كابوس فهنا أعيش كابوس وفيه شخصيّات تنقسم لطرفين ... الطّرف الأوّل دعات حروب وكوارث يدّعون أنّهم رعاة دين وسلم وهم من إختطفوا الطّرف الثّاني وهوما الصّحفيين سفيان ونذير نعم الطّرف الضّحيّة في الكابوس هو صديقي وصديق الكثيرين ذلك المواطن الباحث  عن ثغرات الحرّية في أزقّة الدّكتاتورية ,ذاك الشّورابي الذي كان السّاعي الدّائم لحريّة الصّحافة ورواج الإعلام البديل وخاصّة التضامن بين الصّحفيين .

تجربني المهنية مع سفيان والتي كان التعامل فيها بصداقة في موقع "جدل"
في بداية تجربتي كصحفي بموقع جدل في أواخر سنة 2012 تبيّن لي أني لم اكن أعرف سفيان الحقيقي ,لم أعتقد يوما أنّ سفيان يمكن أن يكون بذاك الكم الهائل من الجدّية في العمل وحقيقة كانت أول الأشياء إلي تفاجئت بيها في تعاملي المهني معاه كانت جدّيته وإتقانه ومن جهة ثانية جرأته في تناول المواضيع والمرّتين الوحيدتين إلي نتاقشنا فيهم بمعنى النّقاش كان بعد ما تم إحتجازي في مسجد من قبل متشدّدين في سيدي بوزيد وقت إلي كنت نقوم بتغطية صحفية وكان نقاشنا حاد لأنو السّاحة في سيدي بوزيد لم تكن ملائمة وأنا تجرأت برشا ومشيت دخلت للمسجد واعتبر الجرأة هاذي فيها خطر كبير عليّ والمرّة الثّانية نفس الشّي وقت إلي رفعت ضدّي قضيّة وتم إقافي وما أعلمتش الإدارة وغير ذلك كانت تجربة جدّ رائعة وأعتقد أنني إلى حدّ اليوم أجني ثمار تجربتي معه في مجال الصّحافة ... كان سفيان في أول فترة تخصّصه في مجال الصّحافة الإستقصائية وكان يجري تنقّلات عديدة لإنجاز تحقيقات إستقصائية وإحدى تنقّلاته تزامنت مع الدّورة الثّالثة لمعرض تصاور الشّارع التضاهرة إلى كان أطلقها ويشرف عليها وبحكم إلتزامو المهني بالتّنقل خارج تونس طلب منّي الإشراف على المعرض إلى كان موضوعو "التهميش الإجتماعي" أنذاك وكانت تجربة أخرى رائعة إكتشفت فيها حرفيته في العمل وخاصة تواجد أصدقاء وزملاء سفيان برهن لي إحترام الجميع له ...
أمّا خارج العمل فسفيان ليس بسفيان الذي اتعامل معه في المكتب , صحيح أنّه يحبّذ الصّمت والتركيز ومتابعة أهم المستجدّات على جهاز Ipad الذّي لا يفارقه في المقاهي كما لا يمكن أن تجد سفيان في مقهى دون أن تجد"الشّيشة" بجانبه لكن في كل مرّة تكلّم إلاّ وتحدّث عن مجريات السّاحة السّياسية أو أنّه يفاجئك بتنبيرة ويعود إلى عالمه الصّامت فجأة وكانت آخر تنبيراته في إحدى مقاهي سيدي بوزيد أمام مقر الولاية هناك ثم إنتهت التّجربة وفي موقع جدل بقيت علاقتي معه جد جيّدة ونتحادت أحيانا في ما يخص بعض الأحداث ثم  إتّصل بي وسألني إذا كنت متوفّر لأكون في تجربة عمل معه وبالطّبيعة كنت مرحّب بالفكرة لكن للأسف لم نتمكّن من التواجد معا في تجربة عمل جديدة ليكون آخر لقاء لنا بعدها في شارع الحبيب بورقيبة وكان كالعادة متوجّه لنهج ابن خلدون ليجالس عشيقته "الشّيشة"
سأترك المقال دون أن أتحدّث فيه عن دموعي والعجز العضلي الذي اصابني حين فوجئت بخبر إعدامكم والذي والحمد لله لم يكن له أساس من الصّحّة.

الحرّية كلّ الحرّية والدّعم والمساندة لك ولد الشّورابي ولنذير , كلّنا سفيان كلّنا نذير وكلّنا سند لعائلاتكم أيّام أو دعني أقول أشهر غيابكم
صديقي عرفتك حر وعاشرتك حرّ وتركتك حرّ وستعود لنا حرّ وستجالس عشيقتك وأنت حرّ ... لتكتب لنا حرّ
توحشناك وتوحشنا ما تكتب
#FreeSofiane
#Freenadhir
تدوينة_الحرية#


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire